فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وحكى أبو زيد: أذُنٌ مَوْقُورة، وهو جَارٍ على القياس، ويكون فيه دليلٌ على أنَّ وَقَرَ الثلاثي يكون متعديًا، وسُمِع أذنٌ مَوْقُورةٌط والفعل على هذا أوْقَرْتُ رباعيًا كأكرم.
والوِقْر- بالكسر- الحِمْلُ للحمار والبَغْلِ ونحوهما، كالوَسْق للبعير.
قال تعالى: {فالحاملات وِقْرًا} [الذاريات: 2] فعلى هذا قراءة الجموهور واضحةٌ، أي: وجعلنا في آذانهم، ثِقَلًا، أي: صَمًا.
وأمَّا قراءة طَلْحَةَ، فكأنه جعل آذانهم وقَرَتْ من الصمم كما تُوقَرُ الدَّابَّةُ بالحِمْلِ، والحاصلُ أنَّ المادة تَدُلُّ على الثَّقَلِ والرَّرانة، ومنه الوَقَارُ للتُّؤدَةِ، والسَّكينة، وقوله تعالى: {وفي آذَانِهِمْ وَقْرًا} فيه الفَصْلُ بين حَرْفِ العَطْفِ وما عطفه بالجار مع كون العاطف على حرف واحد وهي مسألة خلاف تقدَّم تَحْقِيقُهَا في قوله: {أَن تُؤدُّواْ الأمانات إلى أَهْلِهَا} [النساء: 58].
والظاهِرُ: أن هذه الآية ونظرئرها مثل قوله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدنيا حَسَنَةً وَفِي الآخرة حَسَنَةً} [البقرة: 201] ليس مما فُصِلَ فيه بين العاطف ومعطوفه كما تقدَّم.
قوله: {حَتَّى إذَا جَاءُوكَ} قد تقدَّم الكلامُ في حتَّى الداخلة على إذا في أول النساء.
وقال: أبو البقاء رحمه الله تعالى: هنا إذا في موضع نَصْبٍ بجوابها، وهو يقول وليس لحتَّى غايةٌ و{يجادلونك} حال، ويقول جواب إذا، وهو العامل في إذا.
وقال الزمخشري: وهي {حتى} التي تقع بعدها الجُمَلُ، والجملة قوله: {إذا جَاءُكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ}، و{يُجَادِلُونَكَ} في موضع الحَالِ، ويجوزُ أن تكون الجارةَ، فيكون {إذا جاءوك} في مَحَلِّ الجر، بمعنى {حتَّى} وقت مجيئهم، و{يجادلونك} حالٌ،.
وقوله: {يَقُولُ الذين كَفَرُوا} تفسيرٌ له، والمعنى أنه بلغ تكذيبهم الآيات إلى أنهم يجادلونك ويُنَاكِرُونَكَ.
وفسَّرَ مُجَادَلَتَهُمْ بأنهم يقولون: {إِنْ هذا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأولين} قال أبو حيَّان: وقد وُفَّقَ الحوفي، وأبو البقاء، وغيرهما للصواب في ذلك ثمَّ ذكر عِبَارَةَ أبي البقاء والحوفي، وقال أيضًا: وحتى إذا وقع بعدهما إذا، يُحْتمل أن تكون بمعنى الفاء، ويحتمل أن تكون بمعنى إلى أن، فيكون التقديرُ: فإذا جَاءُوك يُجَادِلُونَكَ يقول، أو يكون التقدير: وجعلنا على قلوبهم أكنَّة، وكذا إلى أن قالوا: إن هذا إلاَّ أساطير الأوَّلين، وقد تقدَّم أن {يُجَادِلُونك} حالٌ من فاعل {جَاءُوكَ}، و{يقول}: إمَّا جواب: {إذا} وإمَّا مفسَّرةٌ للمجيء، كما تقدَّم تقريره.
و{أساطير} فيه أقوال:
أحدهما: أنه جمع لواحد مُقَدَّرٍ، واخْتُلِفَ في ذلك المُقَدَّرٍ، فقيل: أسْطُورة، وقيل: أسْطَارة، وقيل أسْطُور، وقيل: أسْطَار، وقيل إسْطِيرة وقال بعضهم: بل لُفِظَ بهذه المفردات.
والثاني: أنه جَمْعٍ ف أساطير جمع أسْطار، وأسطار جمع سَطَر بفتح الطاء، وأمَّا سَطْر بسكونها فَجَمْعُهُ في القِلَّةِ على أسْطُر، وفي الكثرة على سطور كفَلْس وأفْلُس وفُلُوس.
والثالث: أنه جَمْعُ الجَمْعِ ف أساطير جمع أسْطَار، وأسطار جمع أسْطُر، وسَطْر جمع سَطر وهذا مرويُّ عن الزَّجَّاج، وليس بشيء فإنَّ أسْطَار ليس جمع أسْطر، بل هما مِثَالًا جَمْع قلَّة.
الرابع: أنه اسم جمع.
قال: ابن عطية: هو اسمُ جمع لا واحد له من لفظه وهذا ليس بشيء؛ لأنَّ النحويين قد نَصُّوا على أنه كان على صيغةٍ تَخُصُّ الجُمُوع لم يُسمُّوه اسم جمع، بل يقولون: هو جمع كعَبَاديد وشَمَاطِيط، فظاهر كلام الرَّاغب رحمه الله تعالى: أن أساطير جمع سَطَر بفتح الطاء، فإنه قال: وجمع سَطَر- يعين بالفتح- أسطار وأساطير.
وقال المُبَرَّد رحمه الله تعالى: هي جمع أسْطُورة نحو: أرْجُوحَة وأراجيح وأحْدُوثَة وأحاديث.
ومعنى الأساطير: الأحاديث الباطلة والُّرَّهَات ممَّا لا حَقيقَةَ له.
وقال الواحدي- رحمه الله تعالى:- أصلُ الأسَاطير من السَّطْر وهو أن يجعل شيئًا ممتدًا مُؤلَّفًا، ومنه سَطْرُ الكتاب، وسطر من شجر مفروش.
قال ابن السكيت: يقال سَطْرٌ وسِطْرٌ، فمن قال: سَطْر فجمعه في القليل أسْطُر، والتكثير سْطُور، ومن قال: سِطْر فجمعه أسْطَار، والأساطير جمع الجمع.
وقال الجبائي رحمه الله تعالى: واحدُ الأساطير أسْطُور وأسطورة وإسطيرة.
قال جمهور المفسرين: أساطير الأولين ما سَطَّرَهُ الأوَّلون.
وقال ابن عباس: معناه أحاديث الأولين التي كانوا يسطرونها، أي: يَكْتُبُونَهَا. اهـ. باختصار.

.تفسير الآية رقم (26):

قوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26)}

.من أقوال المفسرين:

.قال البقاعي:

{وهم} حال من فاعل {يستمع} أي يستمعون إليك والحال أنهم {ينهون عنه} أي عن الاستماع أو عن اتباع القرآن {وينأون} أي يبعدون {عنه} أي كما وقع لأبي جهل وصاحبيه في المعاهدة على ترك المعاودة للسماع وما يتبعه {وإن} أي وما {يهلكون} أي بعبادتهم ومكابدتهم {إلاّ أنفسهم} أي وما هم بضاريك ولا بضاري أحد من أتباعك فيما يقدح في المقصود من إرسالك من إظهار الدين ومحو الشرك وإذلال المفسدين {وما يشعرون} أي وما لهم نوع شعور بما يؤديهم إليه الحال، بل هم كالبهائم، بل هي أصلح حالًا منهم. اهـ.

.قال الفخر:

اعلم أنه تعالى لما بيّن أنهم طعنوا في كون القرآن معجزًا بأن قالوا: إنه من جنس أساطير الأولين وأقاصيص الأقدمين؛ بين في هذه الآية أنهم ينهون عنه وينأون عنه، وقد سبق ذكر القرآن وذكر محمد عليه السلام، فالضمير في قوله: {عَنْهُ} محتمل أن يكون عائدًا إلى القرآن وأن يكون عائدًا إلى محمد عليه الصلاة والسلام، فلهذا السبب اختلف المفسرون فقال بعضهم: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} أي عن القرآن وتدبره والاستماع له.
وقال آخرون: بل المراد ينهون عن الرسول.
واعلم أن النهي عن الرسول عليه السلام محال بل لابد وأن يكون المراد النهي عن فعل يتعلق به عليه الصلاة والسلام، وهو غير مذكور فلا جرم حصل فيه قولان: منهم من قال المراد أنهم ينهون عن التصديق بنبوّته والإقرار برسالته.
وقال عطاء ومقاتل: نزلت في أبي طالب كان ينهى قريشًا عن إيذاء النبي عليه الصلاة والسلام، ثم يتباعد عنه ولا يتبعه على دينه.
والقول الأول: أشبه لوجهين: الأول: أن جميع الآيات المتقدمة على هذه الآية تقتضي ذم طريقتهم، فكذلك قوله: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ} ينبغي أن يكون محمولًا على أمر مذموم، فلو حملناه على أن أبا طالب كان ينى عن إيذائه، لما حصل هذا النظم.
والثاني: أنه تعالى قال بعد ذلك {وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ} يعني به ما تقدم ذكره.
ولا يليق ذلك بأن يكون المراد من قوله: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ} النهي عن أذيته، لأن ذلك حسن لا يوجب الهلاك.
فإن قيل: إن قوله: {وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ} يرجع إلى قوله: {وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} لا إلى قوله: {يَنْهَوْنَ عَنْهُ} لأن المراد بذلك أنهم يبعدون عنه بمفارقة دينه، وترك الموافقة له وذلك ذم فلا يصح ما رجحتم به هذا القول.
قلنا: إن ظاهر قوله: {وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ} يرجع إلى كل ما تقدم ذكره لأنه بمنزلة أن يقال: إن فلانًا يبعد عن الشيء الفلاني وينفر عنه ولا يضر بذلك إلا نفسه، فلا يكون هذا الضرر متعلقًا بأحد الأمرين دون الآخر. اهـ.

.قال الخازن:

قوله عز وجل: {وهم ينهون عنه} يعني ينهون الناس عن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم {وينأون عنه} يعني ويتباعدون عنه بأنفسهم نزلت في كفار مكة كانوا يمنعون الناس عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وعن الاجتماع به وينهون عن استماع القرآن وكانوا هم كذلك.
وقال ابن عباس: نزلت في أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى المشركين عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم ويمنعه منهم وينأى هو بنفسه عن الإيمان به بمعنى يبعد حتى روي أنه اجتمع إليه رؤوس المشركين وقالوا له خذ شابًا من أصبحنا وجهًا وادفع إلينا محمد.
فقال: ما أنصفتموني أدفع إليكم ابني محمدًا لتقتلوه، وأربي لكم ابنكم وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا أبا طالب إلى الإيمان فقال لولا أن تعيرني قريش لأقررت بها عينك ولكن أذب عنك ما حييت وقال في ذلك أبياتًا. اهـ.

.قال الألوسي:

{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ} الضمير المرفوع (للمشركين) والمجرور للقرآن أي لا يقنعون بما ذكر من تكذيبه وعده حديث خرافة بل ينهون الناس عن استماعه لئلا يقفوا على حقيته فيؤمنوا به {وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} أي يتباعدون عنه بأنفسهم إظهارًا لغاية نفورهم عنه وتأكيدًا لنهيهم (عنه) فإن اجتناب الناهي عن المنهي عنه من متممات النهي، ولعل ذلك كما قال شيخ الإسلام هو السر في تأخير النأي عن النهي.
وهذا هو التفسير الذي أخرجه ابن أبي شيبة وابن حميد وابن جرير وابن المنذر وغيرهم عن مجاهد رحمة الله تعالى عليه، وقيل: الضمير المجرور للرسول صلى الله عليه وسلم على معنى ينهون الناس عن الإيمان به عليه الصلاة والسلام ويتباعدون عنه.
وهو التفسير الذي أخرجه أبناء جرير والمنذر وأبى حاتم ومردويه من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وأخرجه أيضًا ابن جرير من طريق العوفي.
وروي ذلك عن محمد بن الحنفية والسدي والضحاك، وقيل: الضمير المرفوع لأبي طالب وأتباعه أو أضرابه والمجرور للنبي صلى الله عليه وسلم على معنى ينهون عن أذيته عليه الصلاة والسلام ولا يؤمنون به.
أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن هلال أنه قال: إن الآية نزلت في عمومة النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا عشرة وكانوا أشد الناس معه في العلانية وأشد الناس عليه عليه الصلاة والسلام في السر، وقيل: ضمير الجمع لأبي طالب وحده وجمع استعظامًا لفعله حتى كأنه مما لا يستقل به واحد، وقيل: إنه نزل منزلة أفعال متعددة فيكون كقوله: قفا عند المازني، ولا يخفى بعده.
وروى هذا القول جماعة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أيضًا.
وروي عن مقاتل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أبي طالب يدعوه إلى الإسلام فاجتمعت قريش إليه يريدون سوءًا بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال منشدًا:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم ** حتى أوسد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة ** وأبشر وقر بذاك منك عيونا

ودعوتني وزعمت أنك ناصح ** ولقد صدقت وكنت ثم أمينا

وعرضت دينا لا محالة أنه ** من خير أديان البرية دينا

لولا الملامة أو حذاري سبة ** لوجدتني سمحا بذاك مبينا

فنزلت هذه الآية.
وفيها على هذا القول والذي قبله التفات، ورد الإمام القول الأخير بأن جميع الآيات المتقدمة في ذم فعل المشركين فلا يناسبه ذكر النهي عن أذيته عليه الصلاة والسلام وهو غير مذموم.
ونظر فيه بأن الذم بالمجموع من حيث هو مجموع.
وبهذه الآية على هذه الرواية استدل بعض من ادعى أن أبا طالب لم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وسيأتي إن شاء الله تعالى تحقيق هذا المطلب في موضعه.
والنأي لازم يتعدى بعن كما في الآية.
ونقل عن الواحدي أنه سمع تعديته بنفسه عن المبرد وأنشد:
أعاذل إن يصبح صدى بقفرة ** بعيدة نآني زائري وقريبي

وخرجه البعض على الحذف والإيصال ولا يخفى ما في {يَنْهَوْنَ} و{ينأون} من التجنيس البديع.
وقرئ {وينون عنه}. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} عطف على جملة {ومنهم من يستمع إليك}، والضميران المجروران عائدان إلى القرآن المشار إليه باسم الإشارة في قولهم: {إن هذا إلاّ أساطير الأولين} [الأنعام: 25].
ومعنى النهي عنه النهي عن استماعه.
فهو من تعليق الحكم بالذات.
والمراد حالة من أحوالها يعيّنها المقام.
وكذلك الناي عنه معناه النأي عن استماعه، أي هم ينهون الناس عن استماعه ويتباعدون عن استماعه.
قال النابغة:
لقد نَهَيتُ بني ذبيانَ عن أُقُر ** وعن تربّعهم في كلّ أصفار

يعني نهيتهم عن الرعي في ذي أقر، وهو حمى الملك النعمان بن الحارث الغسّاني.
وبين قوله: {ينهون وينأون} الجناس القريب من التمام. اهـ.

.قال الفخر:

اعلم أن أولئك الكفار كانوا يعاملون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنوعين من القبيح.
الأول: إنهم كانوا ينهون الناس عن قبول دينه والاقرار بنبوته.
والثاني: كانوا ينأون عنه، والنأي البعد يقال: نأى ينأى إذا بعد. اهـ.

.قال الطبري:

وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية، قولُ من قال: تأويلُه: {وهم ينهون عنه}، عن إتباع محمد صلى الله عليه وسلم مَنْ سواهم من الناس، وينأون عن اتباعه.
وذلك أن الآيات قبلَها جرت بذكر جماعة المشركين العادِلين به، والخبرِ عن تكذيبهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، والإعراض عما جاءهم به من تنزيل الله ووحيه، فالواجب أن يكون قوله: {وهم ينهون عنه}، خبرًا عنهم، إذ لم يأتنا ما يدُلُّ على انصراف الخبر عنهم إلى غيرهم. بل ما قبل هذه الآية وما بعدها، يدلّ على صحة ما قلنا، من أن ذلك خبر عن جماعة مشركي قوم رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، دون أن يكون خبرًا عن خاصٍّ منهم.
وإذ كان ذلك كذلك، فتأويل الآية: وإن يرَ هؤلاء المشركون، يا محمد، كلَّ آية لا يؤمنوا بها، حتى إذا جاؤوك يجادلونك يقولون: إن هذا الذي جئتنا به إلا أحاديث الأوَّلين وأخبارهم! وهم ينهون عن استماع التنزيل، وينأون عنك فيبعدون منك ومن اتباعك {وإن يهلكون إلا أنفسهم}، يقول: وما يهلكونَ بصدّهم عن سبيل الله، وإعراضهم عن تنزيله، وكفرهم بربهم- إلا أنفسهم لا غيرها، وذلك أنهم يكسِبُونها بفعلهم ذلك، سخط الله وأليم عقابه، وما لا قِبَل لها به {وما يشعرون}، يقول: وما يدرون ما هُمْ مكسبوها من الهلاك والعطب بفعلهم. اهـ.